« إن للتاريخ قوانينه التي علّمتنا أن العدوان والغطرسة والغرور لايمكن أن تضمن البقاء بغير الحقّ والشرعيّة وأن المقاومة والصمود والتشبث بالحق لابدّ وأن تنتصر في النهاية ..وأن حريّة الوطن وأبناء الوطن غالية الثمن …»
[1] القُداس : سائل في لون الدم يقدمه الكاهن على الهيكل عند النصارى على أنه دم من جسم المسيح ..
[2] المغول : قبائل من آسيا الوسطى وحدها القائد –جنكيس خان – سنة 1206 ميلاديا … اشتهرت في ذاكرة العرب بدخولها بغداد وبطشها بالناس وإتلافها للمكتبات وسفكها للدماء ..
[10] تمّوز : إله الخصب والفصول الأربعة في الديانة البابلية وهو أدنيس في الأساطير الفنيقّية واليونانّية …
الضحية
أنا في حبّك قد أكون الضحّية وقد أبكي بكاءا لم تبكه المجدليّة وقد أرى الجحيم بألوانها الخياليّة لكن حبّي لك لم ولن تعرفه البشريّة
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد
ولادة
لا تحزني يا بني فغدا سيولد من رحم الظلام جنين الضياء تكون من أرحام ماضينا الولادة وفي ظلام ليلنا تموت آلام المخاض وفي ضياء فجرنا ترف أفراح الولادة وتشرق الشمس ويسطع الشعاع تذوب أحزان المروج والماء في كلّ الثلوج ويبتسم النهد ساعة الرضاع وينتهي دمع الزهور ويخضب روض الصدورْ غدا سيزهر الفلّ ضفائرا على شعر النّساء … تموت ذئاب القفار وينضب حليبها السعارْ وتخفق القلوب وترقص الطيوب… يعود من هجرته الحمام وترفع الحقول راية السلام وينتهي الريح ويبحر الشراعْ وينتهي الجوعْ وينتهي الجياعْ وينبض القمح وورد الواد وكلّ الرجاءْ…
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد
أماكن في قلبي
أماكن في قلبي في نجيعها نور وضياءْ مهفــْهفة صغيرة وريقها حلو النساءْ أتوق لهم ّ السكون لابل سكونهن ّ دواءْ وأماكن سرقتني دموعي وسرقت عاصفة الشتاءْ مبللة بالدم ودمعها القرمزيّ ماءْ وأنا شهيد عشق لابل أنا إبن عشق وشقاء ْ أياديهنّ في روحي وصوتهنّ ينيئُ في صقيمي كندب الفقراءْ روحي ضائعة بين شفاههنّ وريحاني الأبتر مكلـــــّل عروقه تــُروى من كل إناءْ فكل الأمان في عمقي داء وداء ْ ولابد من يوم ينتهي الدمع وتنسى فيه أماكني البكاءْ
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد
إمرأة تاريخية
ياإمرأة أدخلتني التاريخ على يديها وأشعلت ذُبالي وباركت وَمقِي ووضعتني تحت هُدّاب الدّمِقْسِ بين ذراعيها وأوقفت خَلَجَ عيني ومنعت عَنّي حقائبي وحرّرت أثيثها من العقاص لتأسرني به بين نهديها وبللت دفاتري وأصلحت لكنتي ووضعتني كالثغبِ تذيبني برفق ..بين شفتيها وقرأت قواميسي وأيْنَقَتْ قصائدي وأشعلتنِ كنار التغيير ..في عينيها وأحيت تاريخي واسترجعت خرائطي لآتي معها من لبنان .. ماشيا على جفنيْها *** يا امرأة أخرجتني من زقاقِي إليها وشتّت ضِغاثِي ولملمت بَسابِسِي وأحدثتني فرقا بين الحدثان في مقلتيها وبللت قلانسي ورتقت ملابسي وأخذتني كالصغير كما أخذاها في الأحضان أبويها وأسْخنتْ سمائي وأضاءت دُجْيَتِي وغسلت يدايا من كل الحريم لأضع قلبي بين كفيها وأفنت عقلي وخوِيتْ روحي كي أعود في كل مرة … أقبل يديها
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد
أهواك
تعرفين أني أهواك يكبر عشقي وفي كل دمعة يكبر هواك ينبض حبي وتشهق عيني لسابع سماك يضنيني شوك الفراق وابتسم مااحلاها من أشواك
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد
بكاء
أنا لاابحث عن الزبد في آخر البحور ولا اعرف كيف يحرق في حصنك البخور انا لاابحث عن زلزال في اعلى الصدور ولااعرف كيف يبكي الهوى في تيارات النحور . .. انا مسكين يبحث عن طيف بدر البدور يبكي بدمعها وتبكي معه كل الصخور…
عندما أشتاق إليك أترك خمارتي البدائيّة وقنينتي البدائية وأجلس أثمل من خمر عينيك أرسم العالم كلّه صحراء وأقلع ثيابي لأغرق نفسي في بحر شفتيك
عندما أشتاق إليك أترك مسارح النّساء وكلّ أدوار الجنون وأجلس أقبّل يديك أرسم العمر طريقا أتسكّع في ظلامه حتّى الفجر على جفنيك عندما أشتاق إليك يفتنني الموت بين ذراعيك فأحرّر شعرك من العقاص وأرسم به الحب على شكل مشنقة تتدلى منها كلّ مشاعري وكلّ قصائدي أقبّلك وأشنق نفسي بين نهديك…
الشاعر التونسي منير بن صالح ميلاد .. وتريات جميع الحقوق محفوظة ..